يعتبر المشي من أفضل أنواع الرياضات وقد كشف العلماء حديثاً فوائد جديدة في درء الأمراض القاتلة وإطالة العمر....
تؤكد
دراسة طبية جديدة بأن المشي السريع يزيد من احتمال العيش فترات أطول من
غيرهم. ووجدت الدراسة (حسب صحيفة ديلي إكسبريس) أن الناس الذين يسيرون
بسرعة أقل عرضة للوفاة المبكرة وبمعدل ثلاث مرات تقريباً من الناس الذين
يمشون ببطء.
وقالت إن التغييرات الطفيفة على القوة الجسدية للناس
مع تقدمهم في السن يمكن أن تشير إلى مقدار الوقت الذي تبقى لهم في الحياة،
كما أن اختبارات اللياقة البدنية البسيطة يمكن أن تساعد الأطباء في الكشف
عن المرضى الذين أصبحوا ضعفاء قبل فترة طويلة من إصابتهم بالمرض.
إن
رياضة المشي السريع مهمة جداً وتظهر فوائدها بعد التقدم في السن، وتقول
الدراسة -التي أجرتها جامعة لندن- إن ثلاثة ملايين متقاعد في بريطانيا
يعانون من مضاعفات السقوط على الأرض كل عام ويكلفون وزارة الصحة 1700
مليون جنيه إسترليني كنفقات علاج، ويمكن تجنب نصف هذه الحالات إذا تم
تدريب المرضى بتمارين بسيطة على السير بأسرع ما يمكن.
وينصح
العلماء كبار السن القيام بالأنشطة البدنية الأساسية مثل المشي والمصافحة
أو النهوض من الكرسي والجلوس عليه دون مساعدة، وهذه التقنية تساعدهم في
الوقاية من مشاكل الشيخوخة.
من رحمة الله تعالى بنا أن فرض
علينا الصلاة والحج، ففي الصلاة نبذل نشاطاً بدنياً خفيفاً ولكن له أثر
كبير على المدى الطويل، وهذا النشاط البدني الخفيف والمنتظم ينصح به
العلماء لعلاج أمراض السكري وضغط الدم وأمراض القلب والوقاية من الموت
المفاجئ.
كذلك شرع لنا النبي الكريم المشي إلى المساجد، ومن
المعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقتصد في مشيه فيمشي مشياً
سريعاً وكان ينهى عن مشية الخيلاء، يقول تعالى: (وَلَا تَمْشِ فِي
الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ
الْجِبَالَ طُولًا) [الإسراء: 37]. ونتذكر قول لقمان لابنه وهو يعظه:
(وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي
مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ
الْحَمِيرِ) [لقمان: 18-19].
فالمشي السريع سنة نبوية، وبخاصة
المشي إلى المساجد، وإن المؤمن عندما يؤدي الصلوات الخمس، ويلتزم بصلاة
الوتر قبل أن ينام وصلاة الضحى وصلاة قيام الليل والسنن المؤكدة... فإن
حركات الصلاة تعتبر أفضل نشاط، لأن الصلاة ترافق المؤمن حتى آخر لحظة من
حياته وهنا تكمن الفائدة القصوى.
أما رحلة الحج ففيها من الفوائد
ما لا يُحصى فهي رحلة مليئة بالنشاط والحركة والروحانيات وفيها يجد المؤمن
لذة العبادة، وفيها يمارس رياضة "الطواف والسعي" والتأمل والمشي السريع
وفوائد أخرى، وكلها تنشط النظام المناعي للجسم وتمنحه جرعة قوية من
المناعة ضد الأمراض، بالإضافة للأجر والثواب العظيم وتطهير الذنوب.
وأخيراً
نقول أليس الإسلام ديناً رائعاً يأمرنا بكل ما ينفعنا وينهانا عن كل ما
يضرنا؟ إذاً ألا يحق لنا أن نفتخر بانتمائنا لهذا الدين الحنيف؟