المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 16454 تاريخ التسجيل : 07/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: حبيب القلوب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الأحد يناير 29, 2012 2:28 am
أمتنا يقول المولى سبحانه وتعالى(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) أمتنا أمة مجيدة عظيمة كريمة اختارها الله؛ لتكون واسطة العقد في هذا التاريخ، فهي الشاهدة على الناس والرسول صلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عليه وسلم عليها شهيد. إنها أمة تمرض لكنها لا تموت، وقد تَغْفُو أحيانًا لكنها لا تنام، وتُغْلَب لكنها لا تُسْحَق، أخرج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منها منائر للتوحيد وهداة للبشر، ومشاعل للحضارة الحقَّة، فمع عَلَم من أعلام هذه الأمة نقف وقفة عظة وتذكر وتدبر، عَلَم يجب على الأمة أن تجعله وأمثاله قدوة من القدوات يوم كادت تغيب القدوات،ليكون حديث شيوخها في المنتديات،وقصصًا لأطفالها الذين لطالما أُشغلوا بالقصص الهابط والرسوم المتحركات، وحديثًا لبعض شبابها الذين لطالما شغلوا بالحديث عن اللاعبين والفنانات، وملئوا أسماعهم وأبصارهم بالأفلام والمسلسلات.
إنه من جعل كبيرَ المسلمين له أبًا، وأوسطهم أخًا وأصغرهم ولدًا، فوقّر أباه، وأكرم أخاه وعطف على ولده، إنه القِيَم والأخلاق والمثل، وما أجمل وأروع أن نرى المثل رجالا، والأخلاق واقعًا ملموسًا، إنه من العادلين إن ذكر العدل، إنه الخائف من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إن ذكر الخائفون، إنه من حيزت له الدنيا بين يديه فتولى الخلافة فلم يصلح بينه وبين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أحد من خلقه فخاف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وما تكبر وما تجبر وما ظلم، خشي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فعدل، خشي الله فأمن، خشي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فرضي. أظنكم قد عرفتموه من هو؟ إنه [عمر بن عبد العزيز]- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الله- وما أدراكم ما عمر؟! رجل لا كالرجال وسيرة لا كالسير، وعذرًا لن نَفِيَه حقه في هذه العجالة، لكن حسبكم وحسبي أن نقف عند بعض مواقفه، لنتذكر، وننظر، ونعتبر، والتاريخ نقرأ. اقرؤوا التاريخ إذ به العـبر *** ضل قوم ليس يدرون الخـبر. خلافته
تولى الخلافة فكان مجددًا بحق – رضي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] عنه ورحمه – كانت خلافته ثلاثين شهرًا لكنها، خير من ثلاثين قرنًا، لم يضيعها في كسب دنيوي ولا شهوة عاجلة، لكنه جعلها لله رب العالمين فبارك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] في سنتين ونيف. بويع بالخلافة، وقام ليلقي أول خطاب له على المنبر فتعثر في طريقه إلى المنبر، تعثر من ثقل المسئولية، وتعثر من خوف رب البرية، وقف يتحدث للناس قائلا: لقد بُوْيِعت بالخلافة على غير رغبة مني، وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتى، فاختاروا لأنفسكم. فصاح الناس صيحة واحدة ممزوجة بالبكاء : قد اخترناك ورضينا بك فبكى وقال : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] المستعان، ثم أوصاهم من على المنبر قائلا : أُوصيكم بتقوى الله؛ فإن تقوى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] خَلَفٌ من كل شئ، من أطاع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وجبت طاعته، ومن عصى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فلا طاعة له، ثم رفع صوته : أطيعوني ما أطعت الله، فإذا عصيت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فلا طاعة لي عليكم. ونزل عن المنبر، وبعد ذلك تُعرض له الدواب والخيل ليركبها؛ لتكون موكبه إلى قصر الخلافة كما كان يفعل أسلافه فأعرض عنها قائلا : ما أنا إلا رجل من المسلمين أَغْدو كما يغدون وأَرُوْحُ كما يروحون. تواضعه
عاد لبيته معلنًا أن من تواضع لله رفعه، ترك قصر الخلافة ونزل غرفته المتواضعة وجلس حزينًا يئن تحت وطأة المسئولية، ثم استدعى زوجه [فاطمة] - بدأ بالأقربين- استدعى فاطمة الزاهدة العابدة بنت الخليفة وأخت الخلفاء. بنتُ الخليفة والخليفة جــدها *** أختُ الخلائف والخليفة زوجــها قال لها: إني بعتُ نفسي من الله، فإن كنت تريدين العيش معي فحي هلا، وإلا فالحقي بأهلك، هذه الحُلِي التي تلبسينها تعلمين من أين أتى لك بها أبوك؟ رديها إلى بيت المال، والله لا أجتمع مع هذه الحلي في دار أبدًا بعد اليوم. قالت الزاهدة الراغبة فيما عند الله: بل أردها والحياة حياتك يا عمر، وللآخرة خير وأبقي. ، مدحه رجل في وجهه فقال: يا هذا أما إنك لو عرفت من نفسي ما أعرف منها ما نظرت إلى وجهي. ورحم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] امرأً عرف قدر نفسه
عدله
خرج إلى الأمة ليردها إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الواحد القهار فكان فعله يصدق قوله، وكان لا يشغله عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] شاغل، لَيْلُه قيام وبكاء وخشوع وتضرع، ونهاره عدل وإنصاف ودعوة وبذل وعطاء. فما ليلنا ونهارنا يا عباد الله؟! إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم ردنا إليك ردًا جميلا يا قيوم السماوات والأراضين. ملأ الأرض عدلا بعد أن كادت تُملأ جورًا، هيه يا عمر! قد عشت عمرك زاهدًا في كل ما جمع البشر، أتعبت من سيجيء بعدك في الإمارة يا عمر، بعد كل صلاة ينادي منادٍ: أين الفقراء ؟ أين المحتاجون؟ فيقدم لهم الطعام والأموال. فلا والله ما تنساه البطون الجائعة ولا الأكباد الظامئة، ما دام في الأرض بطنٌ جائع أو كَبِدٌ ظمآن. هو البحر من أي النواحي أَتَيْتَه *** فلُجَته المعـروفُ والجودُ ساحله ولو لـم يَكُ في كفه غير روحه *** لجـاد بهــا، فليتق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سـائله
غاده
ADMIN
المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 18410 تاريخ التسجيل : 08/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: رد: حبيب القلوب عمر بن عبدالعزيز رحمه الله الإثنين يناير 30, 2012 2:48 am