ـ قراءة القرآن بقصد العِلم .
فهذا هو المقصود الأسمى والأعظم من إنزال القرآن والأمر بقراءته ، بل ومن ترتيب الثواب على القراءة قال عزوجل : ( كتاب أنزلناه مُبارك ٌليَدَّبَّروا آياته ولِيَذَّكرَ أولى الألباب ) " ص 129"
وقال عزوجل : ( أفلا يَتدَبَّرون القرآن ولو كان من عِندِ غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) " النساء : 28 ".
قال بن مسعود رضى الله عنه : " إذا أردتم العِلم فانثروا القرآن ؛ فإن فيه علمَ الأولين واآخرين " ، وقال الحسن بن على رضى الله عنهما : " إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم ، فكانو يتدبرونها بالليل ويتفقدونها فى النهار " .
وقال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما : " لقد عِشنا دهرا طويلا وإنَّ أحدنا يُؤتى الآيمان قبل القرآن ، فتنزل السورة على محمد فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغى أن يُوقف عنده منها . ثم لقد رأيت رجالا يُؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إللى خاتمته لايدرى ما آمره ولا زاجره وما ينبغى أن يقف عنده منه ، ينثره نثر الدَّقل " ـ الدقل ردئ التمر ـ وهذا هو المسئ بالقرآن تخرج كل آية منه غير متناسقة مع أختها .
العلم الذى نريده من القرآن :
إننا نريد العلم الذى يحقق النجاح فى الحياة ، يحقق لنا السعادة والحياة الطيبة والنفس المطمئنة والرزق الحلال الواسع ، يحقق لنا الأمن فى الدنيا والآخرة ، نريد العلم الذى يٌوَلـِّد الإرادة والعزيمة فى جميع مجالات الحياة ؛ إنه العلم بالله تعالى ، والعلم باليوم الآخر ، وعلم الأمر والنهى . نريد العلم الذى يُورث الخشية من الله ، ويُولد التقوى فى القلب .
قال ابن عباس رضى الله عنهما فى تفسير قوله تعالى : ( إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ إن الله عزيز غفور ) " فاطر 28 " قال هم الذين يعلمون أن الله على كل شئ قدير "
قال عبد الله بن مسعود كفى بخشية الله علما ، وكفى بالإغترار بالله جهلا " .
قال ابن القيم رضى الله عنه :
والعِلم أقسام ثلاث ما لهــــــــــا ....... من رابع والحق ذو تِبُيان ِ
علم بأوصاف الإله وفِعْلِــــــــــه ....... وكذلك الأسماء للرحمــنِ
والأمر والنهى هو دينــــــــــــه ....... وجزاؤه يوم المَعادِ الثَّانى
والكل فى القرآن والسُّننِ التى ....... جاءت عن المبعوث بالقرآن .
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بم علمتنا وزدنا علما .