على ضفاف بحيرة غاردا ـ اكبر البحيرات الايطالية ـ تنتشر الأرياف والمواقع المختلفة: الشواطئ التي تحيط بها وتحميها سلسلة جبال الألب من الناحية الشمالية تفسح المجال لرؤية الطبيعة والتلال المحيطة بالشواطئ من الغرب والمناظر الخلابة التي تبرز على سفوح جبل مونتي بالدو على الشاطئ الشرقي.
تتعاقب ضفاف البحيرة المنحدرات التي تبدو أشبه بجرف بحري تغلق بين جناحها أسرار المناخ الدافئ والمعتدل لتلك المناطق، الأمر الذي يسمح بنمو أشجار الزيتون والليمون والسرو ونباتات البحر المتوسط بكل سهولة ويسر.
الحفاظ على الطابع القديم تحتفظ الأماكن المأهولة هنا بالطابع الذي كانت عليه منذ العصور الوسطى مثل مالشينرنيه، البلدة الأنيقة المهيأة لاستقبال هواة القوارب الشراعية والتزلج على الأمواج. في أشهر الصيف يمكن تنظيم الرحلات الخاصة من ماليشنزنيه لزيارة جبل بالدو.
إذا توجهنا جنوبا نصل إلى ضفاف بحيرة سيرميونيه وهي عبارة عن بلدة صغيرة مشهورة بجمالها الطبيعي ومواقعها الأثرية المحفوظة. هذه البلدة تشتهر أيضا بوفرة المياه المعدنية والكبريتية ويوجد فيها العديد من المنتجات المعدنية.
تعتبر منطقة غاردا تابعة للبحر المتوسط نظراً للغطاء النباتي الذي يكسو أراضيها الغنية بالصبار والدفلى والنخيل والسرو وهي تصنف منطقة مخصصة لزراعة الحمضيات التي تضفي المزيد من الروعة على المبادرات التي تقيمها البلديات الصغيرة المطلة على ضفافها والتي تتمثل بالمهرجانات ومسابقات التزلج والقوارب الشراعية.
قصر فيتورياليه يعتبر من أهم المعالم الوطنية المشهورة في ايطاليا البناء الضخم يتكون من قلعة غابرييلى دانونسيو والمتحف الحربي بالإضافة إلى الأرشيف والمكتبة والمسرح. خارج القصر ترسو سفينة بوليا بمقدمتها المتجهة صوب البحر الادرياتيكي مشكلة بذلك المنظر الأكثر إيحاءً وتعبيراً.
بحيرة كومو بمناظرها الخلابة التي تتميز بالحدة والرومانسية أحيانا وبالرقة والنعومة في أحيان أخرى، تجمع مزاياها بين السمات الشمالية القاسية والأجزاء الهادئة والوديعة. يسمح بالمراكب الشراعية فقط كومو التي تقع بين جبل بروناتيه وتلال ساتيتو ستاكيو تحيط بها البحيرة الرائعة تبدو للناظر بأفرعها الثلاثة أشبه بالأجراف من بلدان بعيدة.
كذلك مثل الجرف فإن البحيرة تتميز بالعمق، فهي بعمقها مما يجعلها البحيرة الأكثر عمقاً في القارة الأوروبية. البحيرة المذكورة خالية تماما من التلوث، وكما هو الوضع في البحيرات الأخرى، يمنع أي نشاط يسبب التلوث، وحيث لا يسمح بالعبور فيها الا للمراكب الشراعية فقط.
خليج كومو الذي يعتبر بين أهم المواقع السياحية في العالم، هو عبارة عن مرفأ قديم والأصول العريقة للمدينة تعكس مدى أهميتها من الناحية الإستراتيجية.
المركز القديم للمدينة ما يزال يقع جزئياً داخل الجدار الذي يحتضن المعالم الأثرية الغنية مثل الكاتدرائيه وبرج البلدية والحديقة وبعض المباني القديمة التي تعود إلى القرون الوسطى.
على طول الشاطئ تنتشر البيوت الفخمة التي تحافظ على رونقها وتراثها وتزين بالورود الحمراء وتقف شاهداً على المستوى الراقي للأحياء السكنية.
قصر اولمو بإطلالتها على البحيرة يبدو على الفور للمشاهد بأحلى صورته وقد تحول إلى مكان طبيعي للنشاطات الثقافية التي تقام في كومو.
تعرض الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية والمؤتمرات والندوات والمعارض في الداخل بوجود الصالات المزخرفة والرسومات والأعمال الفنية الراقية.
كذلك فإن مشهد البحيرة أثناء الصعود في الممرات التقليدية التي توصل إلى القصر يحبس الأنفاس.