يختزن كل طفل في داخله موهبةً أو ميزةً خصّه الله بها دون غيره من أقرانه،
حتى إذا ما توافرت البيئة المؤاتية والعوامل المساعدة بزغت هذه الطاقة الدفينة أو الموهبة المكبوتة، معلنةً ولادة طفل موهوب يثري بقدراته محيطه الإجتماعي بشرائحه كافة. علامات الموهبة، السبل الآيلة إلى اكتشافها مبكراً والأساليب والطرق المساعدة في تنميتها وتطويرها،
تعرف الموهبة المبكرة بـ"أنها درجة عالية من الذكاء العام وميزة تلعب الوراثة دوراً في وجودها، وهي ترتكز على مهارة معيّنة قد تكون يدوية، فكرية، فنية أو غيرها." ....
دلائل وعلامات
يتمتّع الطفل الموهوب بجملة من العلامات والمؤشرات التي تطبع شخصيته، أبرزها:
طريقة خاصة في حلّ المشكلات: لا يتعلّق الأمر بنوع المشكلة أو العائق بل بأسلوب الطفل في معالجتها والنظر إليها، وعادةً ما تكون وجهة نظره مختلفة عن أقرانه وغير تقليدية، تحمل في تفاصيلها ابتكاراً أو إبداعاً، ما يميّزه عن سواه من الأطفال.
حب الإستطلاع والرغبة في المعرفة: إن إفراط الطفل في طرح الأسئلة والإستفسارات على من حوله، لاسيما والديه، هو دليل ساطع على رغبته الملحّة في المعرفة والإكتشاف بشكل عام. وإذا ما لاحظنا أن جلّ أسئلته تتمحور حول موضوع ما أو مجال محدّد، فقد يكون ذلك دليلنا إلى اكتشاف طبيعة موهبته الحقيقية.
دقّة الملاحظة وسرعة البديهة: تحمل إجابات الطفل الموهوب التلقائية، وملاحظته الشديدة لأدقّ التفاصيل معاني قد تشي بما يتمتّع به من تميّز وفرادة.
الفضول: يظهر الطفل الموهوب فضولاً لافتاً لاسيما في مجال موهبته، كأن يهتمّ بالألوان وتنسيقها والأشكال وتمييزها، اللوحات، الصور، وغيرها ممّا يدور في فلك الرسم إن كان يميل إلى الفن التشكيلي، أو يحرص على سماع المقطوعات الموسيقية والتفاعل معها والإهتمام بأدواتها من آلات أو أسطوانات وغيرها إن كان يخفي داخله موهبة موسيقية. كما نجده دائم البحث عن التفاصيل، محاولاً سبر أغوار ما يحيط به من أدوات وألعاب، فنراه يعمل جاهداً على تفكيك قطعها ليعود إلى تركيبها مجدّداً ، جهاز التحكّم عن بُعد، الهاتف، ألعابه من سيارات وآليات وغيرها.
الذاكرة المميّزة: خاصية تساعده في تخزين المعلومات التي تخدم موهبته، حيث يعود إليها كلّما احتاج إلى وسائل تعبير وتفاصيل وأدوات لترجمة موهبته ومقدرته واقعاً ملموساً.
إختبارات نظرية وعملية
ثمّة اختبارات يخضع لها الطفل لدى اختصاصي، تسمح بتسليط الضوء على ما يختزنه من ميول ومهارات. وتقسم هذه الإختبارات إلى نوعين، هما:
الإختبارات النظرية: مجموعة من أسئلة الذكاء العامّة التي يمكن حصرها لاحقاً في إطار أكثر تحديداً، بهدف التوصّل إلى ما يثير اهتمام الطفل ويسترعي انتباهه دون سائر النشاطات، بحيث يمكن للإختصاصي الإستدلال على موهبة الطفل من خلال إجاباته.
الإختبارات العملية: نشاطات وتدريبات يطلب من الطفل تنفيذها (الرسم، العزف، تفكيك وجمع قطع آلة ما...). وكلّما كان أداؤه مميّزاً وفريداً في أحدها، كان الدليل على موهبته أكثر وضوحاً!
بين المدرسة والأهل
يشدّد الدكتور أيوب على دور كل من المدرسة والأهل في مراقبة الطفل ورصد الإشارات التي تصدر عنه والتي قد تحمل في ثناياها موهبة ما، لافتاً إلى أن دور الوالدين يأتي أولاً كونهما الأكثر التصاقاً بالطفل والأقرب إليه في سنواته الأولى. ..
غيرة أم تقدير؟
السؤال عن ردود فعل أصدقاء الطفل الموهوب وأقرانه وموقفهم من تميّزه وتفوّقه، يجيب عنه الدكتور أيوب، بالقول: «إن المبالغة في مدح الطفل الموهوب أمام إخوته أو زملائه واستئثاره بكمّ كبير من الرعاية والإهتمام... كلّها عوامل قد تثير غيرتهم، فيلجأ بعضهم إلى عزله واعتباره منافساً لدوداً..."