ان صيام المسلمين لشهر رمضان ينبع من إيمانهم بالله ورغبتهم الملحة لإرضائه
دون النظر الى الفوائد العظيمة للصيام و التى ليست فوائد صحية فقط بل هى
ايضا فوائد نفسية، يستخدم الاطباء الصيام كوسيلة للعلاج الطبى الوزن و تقليل
الدهون فى الجسم، يختلف الصوم فى الإسلام عن اى انواع اخرى من الصوم
التى تكون وسائل للحمية الغذائية و التى تؤدى الى سوء التغذية او تناول كميات من السعرات الحرارية غير الكافية للجسم .
و مع ذلك تقل السعرات الحرارية فى رمضان ولكن بصورة لا تؤدى الى الاضرار
بالجسم، بالإضافة الى ان الصوم فى رمضان هو فعل نابع من قلب المسلم و بدون امر إجبارى من الطبيب.
بالرغم من ان رمضان هو شهر تدريب الذات على العادات الجيدة و التى يتمنى
المرء ان تستمر الى ما بعد رمضان و ذلك لان الدروس التى يتعلمها الفرد اثناء
رمضان سواء كانت دروس فى النظام الغذائى السليم او فى الاستقامة الدينية ستحول حياة الانسان الى الافضل اذا ما استمرت طوال حياته.
وعلاوة على كل ما سبق فإن المواد الغذائية التى يحصل عليها الصائم لا تتقيد
بأنواع محددة من الأطعمة، على عكس الحميات الغذائية اللاخرى التى تتقيد
بتحديد انواع معينة من الاطعمة مثل التى تحتوى على البروتين فقط او التى تحتوى على الفاكهة فقط.
فى رمضان كل الاطعمة الحلال متاحة ولكن بكميات معتدلة، ان الاختلاف الوحيد
بين رمضان و الصيام التام هو التوقيت وذلك لاننا اثناء رمضان نفوت وجبة
الغداء ونتناول الافطار فى وقت مبكر ولا ناكل حتى الغروب.
العطش مفيد فى رمضان
الامتناع عن شرب الماء اثناء فترة الصيام ليس بالشىء الضار على الاطلاق
حيث يحدث تركيز لجميع السوائل الموجودة فى الجسم و ينتج عن ذلك جفاف
بسيط ، ولكن الله وضع آلية خاصة لحركة المياة فى الجسم والتى تؤدى الى
تحسين صلاحية جميع الاعضاء ووظائفها و طول عمرها.
التاثير الفسيولوجى للصوم
يشتمل التأثير الفسيولوجى للصوم على إنخفاض للسكر فى الدم، وإنخفاض فى
الكوليسترول، وإنخفاض فى ضغط الدم الإنقباضى.
حقا الصيام هو الطريقة المثالية للعلاج المعتدل، الثابت لمرض السكر بدون حقن
بالانسولين، كذلك هو علاج للسمنة وارتفاع ضغط الدم.
عام 1992 اول مؤتمر عن الصحة ورمضان فى مدينة كازبلانكا وكان يشتمل
على 50 بحث من كل انحاء العالم من علماء مسلمين و غير مسلمين قاموا بعمل دراسات شاملة عن الفوائد الطبية لصوم رمضان
حيث تمت ملاحظة نتائج ايجابية على بعض المرضى الذين تمت معالجتهم
بالصيام ولم يظهر اى ضرر على اى مريض لم يستجيب للعلاج، ومع ذلك هناك بعض المرضى الذين يعفيهم الله من الصيام وذلك بسبب حالتهم المرضية
الخطيرة مثل مرضى السكر ومرضى الشريان التاجى و مرضى حصوات الكلى ولا يجب عليهم محاولة الصيام.
ألآثار النفسية للصوم
هناك ايضا آثار نفسية يطبعها الصوم على الصائمبن حيث يغمر الصائمين حالة
من الهدوء والسلام اثناء شهر رمضان وينخفض الجانب العدوانى والجانب
الإجرامى فى شخصية الصائم الى اقل مستوى، ويعود هذا التغير فى الشخصية
الى الحالة المستقرة لمستوى الجلوكوز فى الجسم الذى اذا زاد او قل يؤدى الى إهتياج فى السلوك.
مرض السكر و صوم رمضان
يصيب مرض السكر الناس من كل الديانات وحتى المسلمين ويكون لدى المرضى
المسلمين رغبة شديدة فى صيام هذا الشهر بالرغم من عدم قدرتهم على ذلك
لاسباب صحية ومن رحمة الله بهم يعفيهم من الصوم، ولكن اذا سمحت حالة
المريض بالصوم ويكون ذلك بناءا على تعليمات الطبيب يمكن لهم الصوم.
الحالة النفسية لمرضى السكر اثناء رمضان
من المعروف ان مرض السكر يؤثر بطريقة عكسية على الحالة النفسية للمريض
وذلك بسبب التغيرات فى عملية ألأيض الجلوكوزى والحاجة الى مركب الـ CSF لضبط معدل الجلوكوز فى الجسم و تجنب حدوث اى اخطار طويلة الأمد
مما ينتج عنه الجفاف أو الغيبوبة.
من هنا اذا استطاع مريض السكر ان يصوم تتحول حالتة الى هدوء وسكينة
والبعد عن العدوانية ونوبات الغضب وذلك نتيجة لضبط كمية السكر بسبب الصوم .
التعليمات التى يجب ان تعطى لمريض السكر قبل الصوم
1- يجب ان يتم تجهيز المريض للصوم.
2- الإدراك التام لما قد يحدث من جفاف او نقص للسكر فى الجسم او اى مشكلات اخرى.
3- يجب عليهم تعلم كيفية التحكم فى الجلوكوز اثناء وجودهم فى المنزل و فحص البول و الاسيتون.
4- عمل تمرينات يومية للمحافظة على الوزن المثالى.
5- إتباع نظام غذائى يتحكم فى السعرات الحرارية.
6- النوم بكميات مناسبة و القيام بالتمارين الطبيعية.
7- ان يكون لديهم القدرة على متابعة النبض ودرجة الحرارة وملاحظة اى إصابة جلدية قد تحدث.
8- يجب ملاحظة حالة اليقظة العقلية لديهم.
9- ان يكون لديهم إستعداد تام لاى الم مغصى مثل المغص الكلوى ويكون لديهم القدرة على الإتصال بالطبيب فى الوقت المناسب.
نقدم كل هذة الإحتياطات لكى يكون الصوم آمن و بدون اضرار صحية على المرضى.