المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 18410 تاريخ التسجيل : 08/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: الواوان بلا مطر الإثنين أغسطس 15, 2011 2:53 pm
باسمي وباسم جميع ابناء الوالد مطر نقدم الشكر لصاحب هذا المقال
الواوان بلا مطر
لم يكن الرابع والعشرون من مايو 2011 كباقي الايام العابرة التي تسدل ستارها بيوم جديد، انما كان يوماً تدور حوله حياة رمادية لا لون لها ولا شكل ولا طعم، يوماً فيه الدقائق ثقيلة بهمها متلبسة بوشاح اسود يغطي وجوه احبائي واصدقائي بل لا اجامل عندما اقول انهم اشقائي انهم ابناء العم مطر طاهر الواوان في يوم يصارعون فيه الحياة بشدة وقسوة ولكن القدر كان اكبر من الجميع.. شاحت الوجوه واصبحت صفراء حمراء رمادية سوداء بل جمعة الوان لانعرف لها شكلا تنظر الى بعضها البعض وتضرب الكفوف بصوت دويه الما وحسرة وقهرا لقد ذهب العم بوحسين الى دار الاخرة في لحظة لم تكن لها حسبة ولكنه قدر الله يحي ويميت. عيون شاردة واوشحة بلا (عقل) ودموع تتهاوى بلا ضبط للنفس برغم الايمان واليقين ان كل نفس ذائقة الموت ولكن عندما يذهب العم ابو حسين تتوقف الساعة بذكريات تسطر بحكايات نادرة لايملكها الا رجال قلوبهم بيضاء واياديهم جزلة بالعطاء لم يكن العم ابو حسين ابا لابنائه وانما كان (ابونا كلنا) عندما اغرورقت العيون وسكبت دموعا تتعصر الما.. عادل، مطر، عيسى، مشعل، محمد، أبو نعيم، جدعان أسماء بشر لا تعد ولا تحصى كلهم عيونهم حزينه ينظرون في وجوه احبائهم ابناء العم ابو حسين هل ما يحصل حقيقة انه قدرة الله (اللهم لا اعتراض). دفن العم ابو حسين في مقبرة الصليبيخات بيوم لايزيد الوان الحياة الا لونها الاسود والرمادي وتدفقت الناس من كل دار كويتي باكستاني هندي بنغالي عراقي اذربيجاني لا يملكون الا الأفأفة والترحم عليه انها الدنيا سكة قطار كل منا له محطة وجوه باكية حزينة يصافحون بعضهم البعض وتزداد حسرة فتجدها تحضن بعضها البعض في وهلات تقطر الما وكانها تقول (واننا محزونون) ويستمر الطابور والتدفق من كل حدب وصوب والناس لا تملك الا الاستسلام لقدر الله وسنه الحياة وتمر ساعات متواصلة وطويلة وثقيلة حتى راحت دموع «مناور» تتساقط بصوته المبحوح الجريح قائلا {إنا لله وإنا إليه راجعون} اما حسين وهو الابن الاكبر لا تعرف له طريقا ألا باسل شجاع لا يهاب إلا الله ولا يصادق إلا الفقراء ولا يعرف في الدنيا الا ان يكون طيبا تمالك نفسه وانتهى طابور العزاء حتى سقطت دمعته قائلا: (بالله دخيلك ترحمه برحمتك).. انه الفراق يجعل القلوب القوية شاردة ويجعل من عيون الاسود نهرا من الدموع، بكى حسين وبكت الناس كلها.. قصة العم مطر الواوان هي مشوار زاخر بالطيب لا تموت وحكاية من النضال والكفاح والجهد والتواضع لا نجد لها مثيلاً الا في جيله الذي عاش ايام ضيق ذات اليد انه من جيل الستينيات عمل مخلصا في وزارة الداخلية واستمر تاجرا بالاغنام كان يرافق والده من صفاة الشامية حتى صفاة الري عمل منذ نعومة أظفاره وهو في السادس من عمره لا يعرف الا الله والعمل والصدق نهجا بالحياة تجارته كلمة بعيدة عن الملفات والعقود وحياته طاهرة تعلمها من والده حتى اصبح ابا لرجال لا يستحقون منا الا رفع العقال والقول لهم (من خلف هذه الرجال لم يمت لا تزال ذكراه في وجوهكم).. العم أبو حسين عاش في زمن الرجال المخلصين قولا وفعلا وفي غزو العراق للكويت عام 1990 لم يكن الا فارسا فلم يأت له كويتي الا واعطاه لحما من الخراف بلا مقابل بشرط ان يحضر معه البطاقة المدنية.. قصة تداولها الكويتيون بينهم في وقت الشدة واصبحت لنا عبرة جيلاً بعد جيل.. لم نجلس يوما مع أبي حسين حتى قال لنا الكويت بلد الصباح بلد الخير يعمل فيها الكبير والصغير يقولها بلفظه السجي ماكو مثل الكويت.. ويحكي قصة عندما جاء الشيخ عبدالله السالم وكيف كان يسمح لهم ببيع الاغنام في صفاة الشامية وكان في ذلك الوقت شابا لا يعرف ألا ان يكون وراء والده ويحرص على الغنم حتى انه على ايام الشيخ صباح السالم انتقلت الصفاة الى الري.. يقول حياتنا كانت عملا وجهدا وكان الكويتيون يشتغلون بالصفاة ليلا ونهارا وكنا نعرف بعضنا البعض والبيع يكون كلمة لا نعرف التراجع عنها نهائيا وكانت الامانة والخوف من الله هي اسلوب حياتنا. ذهب العم أبو حسين وبقيت ذكراه صادحة في سماء الانسانية والنزاهة ترك وراءه احباباً لا يعرفون إلا الايمان نهجا والدين سترا والامانة طريقا والصدق قولا وفعلا لا نملك يا من تتحسرون ألما وحزنا إلا الدعاء والقول متضرعين لله عز وجل اللهم اسكنه دارا خيرا من هذه الدار واجمعنا في الجنة الخلد التي وعدت فيها من آمن بك ربا ونبيك محمد رسولا واسكنه فسيح الجنان اللهم آمين.
احمد رامى
مدير عام
المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 16454 تاريخ التسجيل : 07/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: رد: الواوان بلا مطر الثلاثاء أغسطس 16, 2011 5:11 am