أحوال الناس في شهر رمضان المبارك
الناس في رمضان ينقسمون إلى ثلاث فئات :
الفئة الأولى : أناس قد أستعدوا له إستعداداً روحياً فبدأوا بشراء
الضروريات مما يحتاجونه لشؤونهم المنزلية قبل دخول شهر رمضان المبارك دون
إسراف ولاتبذير حتى لايضطروا للنزول إلى الأسواق وإضاعة الوقت الثمين في
هذا الشهر العظيم الذي خصه الله بفضائل لم ينالها غيره من الشهور وتجدهم
عندما يحل علينا هذا الضيف الكريم يستقبلونه بالطاعة ومزيد من العبادات مثل
صلاة التراويح والعمرة والصدقة وتفقد أحوال الجيران وخاصة الفقراء
والمساكين منهم وعدم التبذير في المأكل والمشرب والإقتصاد في كل شئ فهم
يستغلون كل دقيقة وثانية في هذا الشهر المبارك لنيل مزيد من الحسنات وتكفير
ومحو الذنوب التي أقترفوها خلال العام أي أنهم أنقطعوا عن الدنيا وملذاتها
لعبادة الله رب العالمين فهو شهر واحد في العام يجب أن نستثمره وأن يجتهد
الإنسان المسلم فيه لتكفير معاصيه وما قصر في جنب الله لعل الله أن يغفر
ويمحو الذنوب بفضله وكرمه .
عن عمرو بن مرة الجهني رضي الله عنه قال : جاء رجل من
قضاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني شهدت أن لا إله إلا الله
وأنك رسول الله وصليت الصلوات الخمس وصمت رمضان وقمته وآتيت الزكاة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء
الراوي: عمرو بن مرة الجهني المحدث:
المنذري -
المصدر:
الترغيب
والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/7
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
أما الفئة الثانية من الناس فهم الذين يبدأون في آخر شهر شعبان بالنزول إلى
الأسواق ومتاجر الأغذية وتحميل أرتالِ من المواد الغذائية في العربات
وكأنا مقبلون على مجاعة وشح في توفر المواد الغذائية تجد السفرة تتكون من
أربعة أصناف من السمبوسة باللحم الغنمي والجملي وبالدجاج و بالخضار
والأشربة مثل التوت والتمر هندي والسوبيا وقمر الدين وغيرها ولايكتفون بصنف
أو صنفين فقط بل يكون عدد الأشخاص لايزيد عن خمسة أفراد بينما طعام
الإفطار يكفي لأكثر من ذلك بكثير وفي النهاية يُرمى الزائد من الإفطار في
حاوية النفايات ( أعزكم الله ) ، والمستغرب أننا في الأشهر السابقة لرمضان
كنا نأكل ونشرب فلماذا الزيادة في الإسراف في شهر الصوم ، فلنبقى كما كنا
في الأشهر السابقة على الأقل !!!
قال تعالى (( إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً
)) .
وبعد أن أمتلأت البطون بما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة وحان موعد صلاة
العشاء نجد البعض يذهب متــثـــاقلاً إلى المسجد هذا إذا صلى مع الجماعة
وتراه أول الخارجين بعد تسليم الإمام فإن خرج للذهاب لعمله فلا بأس وقد
يكون معذوراً بذلك ولكن المصيبة أن البعض يخرجون إلى الأسواق للتسكع
والمعاكسة وإضاعة الأوقات فيما لافائدة منه وإنما مزيد من السيئات ونسيوا
هؤلاء أن أبواب الجنة تفتح في هذا الشهر الفضيل وتغلق أبواب النيران .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( -
إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن ، - وقال ابن
خزيمة : الشياطين : مردة الجن . بغير واو – وغلقت أبواب النار ، فلم يفتح
منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وينادي مناد : يا باغي
الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة
الراوي: أبو هريرة المحدث:
الألباني - المصدر:
صحيح
الترغيب - الصفحة أو الرقم: 998
خلاصة حكم المحدث: حسن
.
أما الفئة الثالثة من الناس :
يقضي نهار رمضان في النوم ويضيعالصلوات وقد حرم نفسه من الأجر والثواب في
هذا الشهر الفـضـــيل ، وليلاً بالسهر على الفضائيات والتنقل بين القنوات
متابعاً الأغاني والمسلسلات والمسابقات التي لافائدة منها لاسيما في ظل
المنافسة المحمومة بين الفضائيات التي تبث فسادها ليل نهار خلال هذا الشهر
المبارك فلنتقي الله في شهر رمضان وغيره من الشهور ولكن من فرط في شهر
رمضان فهو آكد في التفريط في بقية الشهور وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه
وسلم في حديث له عن مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن عن أبيه عن جده
قال : تم حذفه لعدم صحته
وعن أبي هريرة رضي الله عنه "" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ، غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . الراوي: أبو هريرة
المحدث:
البخاري - المصدر:
صحيح
البخاري - الصفحة أو الرقم: 1901
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولاننسى أخوتي الأعزاء أن في هذا الشهر تُـستـجـاب
الدعوات ، .
فهل بعد كل هذا الخير والفضل لشهر رمضان المبارك شهر القرآن الكريم نبقى
على تقصيرنا ونضيّــع موسم من أعظم مواسم الخير .
اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه وتقبله منا وأنت راض ٍ عنا يارب
العالمين .