المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 18410 تاريخ التسجيل : 08/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: هديتي لكم ...... الخميس سبتمبر 01, 2011 8:01 am
هديتي لكم ( قصة رمضانية)
مدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..... بحثت عن هدية تليق بسمو رفعتكم عندي ..فلم أجد سوى حرفي..... هل تقبلوا بهديتي............أتمنى
عندما تتهاوى القمم
.
كل شيء تعكسه تلك المرآة الخًرفة عبارة عن عصارة من السنين تتمخض شخصية رجل تسعيني ذو ملامح عربية أصيلة أحرقت تقاسيم وجهه شمس الماضي البعيد ......
لم تسعفه تلك التقاسيم في فك رموز الحاضر فاستكان أن يصنع من ذاته شخصيات تنكرية يساير بها جُمود حاضره من كل مشاعر الإنسانية التي عاشها من قبل .........
لكن تركيبته الفطرية وقفت حائلاً بينه وبين تطورات العصر فآثر البقاء داخل ذلك الصندوق القابع في أسفل القبو التابع لداره ....
توكأ على ساقه الثالثة حتى وصل نهاية السلم . كان عبق الماضي يتطاير من بين جنبات الباب الموصد . أخرج من بين أكمامه سلسلة مفاتيح عبث التاريخ بلونها . حدق بنظارته المحدبة بمقدار اعوجاج ظهره. أخرج مفتاحاً وفتح به القبو المتآكل أطرافه .
في أعلى القبو شُرفة صغيرة يتسلل منها شعاع شمس الأصيل . ساعده على التنقل بين أرجاء الحجرة حتى وصلت به عصاته إلى الصندوق المنشود ...
كل شيء في الصندوق كما تركه آخر مرة . مسبحة الشيخ ياسين المصنوعة من خزف المرجان. كتاتيب الرجل التسعيني التي كان يعلم بها أطفال القرية . وذلك المكيال التابع لدكانة العم هود . و ها هو فانوس المسحراتي الذي كان يوقظ أهالي القرية بصوته الجهوري للسحر في شهر رمضان .
وفجأة!!!
توقف به الزمن عند قطعة حلوى متحجرة داخل تابوت صغير.
وما إن مدّ يده ليلتقطها حتى ركلته عجلة الزمن إلى الوراء ستين خريفاً ...
... كان ذلك الرجل التسعيني أب لولدين سلطان وجابر . يقطن وأهله في قرية صغيرة يعتبر فيها أبو سلطان المعلم الوحيد لأبناء القرية .
... حياة بسيطة تلك التي يحيونها أهالي القرية في شهر رمضان المبارك حيث الطقوس الخاصة والابتهالات الروحانية ابتهاجاً بقدومه .
وما أن تسقط الشمس في أعماق البحر لتغتسل من كفاح يوم شاق شاركت فيه أهالي القرية صيامهم وعرقهم, حتى يُسمع دوي المدفع إيذاناً بالإفطار .
....وبعد انتهاء المصلين من قيام صلاة التراويح. خلف الشيخ ياسين يأتي دور أبو سلطان لتعليم أبناء القرية وتدريسهم علوم القرآن والنحو والحساب .
في رأس القرية يقبع العم هود داخل دكانته الصغيرة. ينتظر قدوم الأطفال ليقدم لهم هدايا الشهر الكريم فتارة حلوى وأخرى بالونة وثالثة ..... ورابعة ..... سابعة قبلة حنونة من أنفاس العم هود تعوض حرمانه من الأولاد ...
... ومع انخراط مسبحة ليالي رمضان تنقشع غيمة فجر يوم العيد الذي كانت له حادثة ظلت كثيراً أرجوزة المجالس. وهي عند عودتنا من صلاة العيد وُجد عند كل بيت صندوق مليء بالحلوى كتب على ظهره ) كل عام وأنتم بخير ( ومن يومها أصبح لا يخلو عيد من وجود ذلك الصندوق عند كل بيت ...
... وفي ليلة من إحدى ليالي شهر رمضان المبارك وبينما كان الشيخ ياسين يؤم المصلين سقط من آخر الصف أحد المأمومين . هرع المصلون إليه بعد التسليم ، وجدوا ملك الموت بجانبه ...
مات العم هود ...
... مات العم هود وغابت برحيله تلك الابتسامة التي كانت تُرسم على شفاه الأطفال يوم عيدهم أثناء فتحهم لصندوق الحلوى .
مسح الرجل التسعيني بطرف عباءته دمعة تختزل داخلها شموخ وعنفوان ورثاء لتلك الحلوى المخنوقة بين يديه ...
... ومع مرور الأيام عُثرت على جثة داخل قبو متعطرة بعبق الماضي صاحبها رجل تسعيني ذو ملامح عربية أصيلة أحرقت شمس الماضي تقاسيم وجهه وبيده قطعة حلوى متحجرة ...
وكل عام وأنتم بخير
احمد رامى
مدير عام
المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 16454 تاريخ التسجيل : 07/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: رد: هديتي لكم ...... الخميس سبتمبر 01, 2011 8:11 am
غاده
ADMIN
المزاج : الهوايه : المهنه : الجنس : عدد المساهمات : 18410 تاريخ التسجيل : 08/02/2011 العمر : 44
بطاقة الشخصية :
:
موضوع: رد: هديتي لكم ...... الخميس سبتمبر 01, 2011 10:46 am