كلنـــــــا....طفل !!

نكبر مع الايام ونحاول جاهدين ان نخفي الطفل الذي فينا.
حتى أكبرنا عمراً ومنصباً وثقافةً و أكثرنا جدية ً لايستطيع ان ينكر انه كان في يوم من الايام طفلا.

أعتقد ان من أهم الطرق التي تحكم بها على مدى قربك من شخص ما، هي ما اذا كان يسمح لذلك الطفل الذي فيه ان يخرج في حضرتك.
فهناك ناس تعرفهم في العمل مثلا، يلقون السلام عليك يوميا وترده، وتتناقشون
وتعملون ، تتضارب مصالحكم تارة، وتتوافق تارة اخرى، ويستمر هذا الحال
أعواما طويلة.
هل تستطيع ان تقول انك تعرف احدهم معرفة جيدة؟
انا اعتقد ان الجواب هو لا...

فخروج هذا الطفل على أعين الملأ يحتاج الى الأمان، فهو لن يخرج الا اذا احس بالأمان.
فالطفل الذي فينا لن يخرج اذا احس بأنه سيـُجرح...
او انه سيُنظر اليه من فوق.....باستعلاء البالغين الكبار
او ان طفولته البلهاء، وخياله الجامح، او ضحكاته غير المبررة ستُـنتهك بالانتقادات والحواجب المرفوعة شزراً

أجزم ايضا بأن من اول علامات اشتعال فتيل الحب بين المرأة والرجل ، هو خروج ذلك الطفل.
برغم كونها علاقة للكبار فقط، الا ان الطفل الذي فيهما هو الذي يجمعهما في البداية.
والأوقات التي يخرج فيها الطفلان ليتشاركا في البراءة والضحكات البلهاء هي
من اجمل ما سيذكر هاذان الحبيبان.....لأنها أحلى اوقات المودة والرحمة