[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا ، فَقَالَ : رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ ، فَالنَّجَا النَّجَاءَ ، فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ فَأَدْلَجُوا عَلَى مَهْلِهِمْ ، فَنَجَوْا ، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ ، فَاجْتَاحَهُمْ . رواه البخاري ومسلم .
فما معنى النذير العريان ؟؟!!قال النووي : قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِنِّي أَنَا النَّذِير الْعُرْيَان " ، قَالَ الْعُلَمَاء : أَصْله أَنَّ الرَّجُل إِذَا أَرَادَ إِنْذَار قَوْمه وَإِعْلامهمْ بِمَا يُوجِبُ الْمَخَافَة نَزَعَ ثَوْبه ، وَأَشَارَ بِهِ إِلَيْهِمْ إِذَا كَانَ بَعِيدًا مِنْهُمْ لِيُخْبِرَهُمْ بِمَا دَهَمَهُمْ ، وَأَكْثَر مَا يَفْعَلُ هَذَا رَبِيئَة الْقَوْم ، وَهُوَ طَلِيعَتهمْ وَرَقِيبهمْ .
قَالُوا : وَإِنَّمَا يَفْعَلُ ذَلِكَ لأَنَّهُ أَبْيَنُ لِلنَّاظِرِ ، وَأَغْرَبُ وَأَشْنَعُ مَنْظَرًا ، فَهُوَ أَبْلَغُ فِي اِسْتِحْثَاثِهِمْ فِي التَّأَهُّب لِلْعَدُوِّ .
وَقِيلَ : مَعْنَاهُ أَنَا النَّذِير الَّذِي أَدْرَكَنِي جَيْشُ الْعَدُوّ ، فَأَخَذَ ثِيَابِي ، فَأَنَا أُنْذِركُمْ عُرْيَاkh.
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
فالنذير العريان هو ذلك الرجل الـــذي كان يحتل أعلى الجبل أو الهضبة، حتى إذا رأى الأعداء قد اقتربوا لمهاجمة قومه خلع ملابسه ولوّح بها لهم، ينذرهم ويحذرهم من اقتراب العدو، وكونه عرياناً أبلغ في الإنذار؛ ليعلموا أن الأمر جد لا هزل فيه ويعدّوا للأمر عُدته.
وفي الواقع: إن الأمة الإسلامية ـ الـيـــوم ـ لـتمـــر بحالة هي أحوج ما تكون فيها إلى هذا (النذير العريان)، ولن تجد الأمة الإسلامية أنصــح ولا أخلص في النصح من دعاة الإسلام والعاملين له
فقدوتهم -صلى الله عليه وسلم- قال ـ فيما أخرجه الشيخان عن أبـــي موسى (رضي الله عنه) ـ:
(إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً، فـقــال: يا قوم!، إني رأيت الجيش بعيني، وإني أنا (النذير العريان)، فالنجاء، فأطاعه طائـفـــــة من قومه، فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا، وكذبت طائفة منهم، فأصبحوا مكانهم، فـصـبـحـهـم الجيش فأهلكهم واجتاحهم، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت بـه، ومثل مـن عصاني وكـذب بمـا جئت به من الحق). سبق ذكره
قال سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: :
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ [البقرة:6]
الإنذار في القرآن هو: الذي يكون فيه وقت يمكن النجاة فيه؛ ولذلك يقول عليه الصلاة والسلام في وصف نفسه: {أنا النذير العريان } والحديث في صحيح البخاري عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أنا النذير العريان }والنذير العريان عند العرب هو: رجل يأتي قومه فيخلع ثيابه ويأتي بثوبه يطير به في الجو يعني الهلكة الهلكة، محذراً لهم بأمر عظيم.
هل الرسول منذر فحسب أم مبشر؟يقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً [الأحزاب:45]
نعـم.. إنـه -صلى الله عليه وسلم- (النذيـر العريـان)، ونحـن - بإذن الله (تعالى) ـ ورثته -صلى الله عليه وسلم- الـشــرعــيـون، فــلا خيار إلا أن نرفع الراية ونقبل هذا المنصب العظيم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]