لاتنحني أمام الجرح
... || إلا لتضمده || ...
جراح الناس ماهي في الأساس .. هي بتعريفي البسيط خدش للإحساس من أقرب الناس .. خدوش بسيطة
تكبر وتنمو في دنيا رخيصة ..|| كل من فيها سيرحل ومع هذا يشنق الناس بعضهم على حبل الجراح بلا رحمة ||
إنها سلسلة جروح متراكمة على هذا وذاك ..
يشعر بها كل من مر بالجراح .. كل من هز كيانه عرش الإرتياح
|| وجرب ظلم الرياح ..ويختنق من الآهات ألما ويصرخ من قوة الإجتياح||
.. وأي إجتياح يجعل الإنسان متألما .
إنه إجتياح الظلم .. عندما يأتيك من أقرب الناس لك .
تعبنا وتعبت أرواحنا وهي تبني الحواجز لتمنع قذائف
الجروح من أن تخترق جدار القلب .. القلب الذي بات هشا
ركيكا ينتظر جرح آخر ليعلن موته ورحيله ..|| فلم يعد قلب المجروح يحمل شيئا من البوح .. وآسفااااه ||
لأن المعاناة التي إرتسمت في حياة ذلك القلب قتلت كل المعاني الجميلة فيه ..
والسؤال الذي يشغل بالي .. لماذا يصر صاحب على تكرار الجرح في نفس موضع الألم ..؟؟!؟!؟!
كتبت هذا الموضوع حقيقة لأقول لكل من أصيب
بسهام الجرح .. لا تنحني لجرح .. || إلا لتضمده ||
لا تجعل من جراحك سببا لإنهزامك ورحيلك عن
تغير شخصيتك وتتطبع بطباعهم فتصبح مثلهم بلا قلب
ولا إنسانية .. بل عش كما أنت وافرد جناح الصبر على
كتفيك لترى الصبر كلما التفت يمنة أو يسرة ..
وأخيرا لا اريد أن اطيل في موضوعي الأليم الذي يتحدث
عن الجروح ..ولكني سألخص موضوعي البسيط
في بعض السطور التي قد يجدها كل من ذاق طعم الجراح بلسما له في يوما من الأيام:-
- يا من جرحوك وعذبوك وأحيانا أهانوك ..
اترك لهم هذه الدنيا بما فيها نفسك فهي ليست باقية كجنة عرضها
السموات والأرض .. جنة عالية .. قطوفها دانية .. فلا تلتفت لمن جرحك واذاقك المر .
قول الله تبارك وتعالى ،( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) من الآية يبدو أن النقطة وضحت
ولكن لمزيدا من التوضيح .. تقوى الله هو المخرج الحقيقي
لكل مشاكلنا وهمومنا والمضمد الأول لجراحنا .
نسيان الماضي
.. لأن الجراح متعلقة بالماضي وحتى وإن استمرت في
الحاضر والباكر .. يبقى للماضي أثر رجعي
رهيب على النفس مما يترك تأثيرات جانبية نفسية خطيرة
... لذلك من عجز عن النسيان فليتعلم التناسي
لا تبكي على اللبن المسكوب ..!!
مقولة نقولها لكل من يعتقد أن اللذين يجرحون يفكرون قبل أن يجرحون
هذا تفكيرا خاطيء لأن الذي يتعود على جرح الناس
]هو في الأساس بلا ضمير وبلا روح وبلا مباديء إنسانية
لذلك لا تبكي على شيء مفقود اصلا
..ف فاقد الشيء لا يعطيه بطبيعة الحال .
لا تستلم لجروحك وتقل لمن يجرحك زدني
جرحا فلم يعد يؤثر فيني جرحك ..!! فالجراح مؤثرة كلما زادت فلا
داعنا لا نكابر على حساب أنفسنا .. بل يجب أن
نتسلح بكتاب الله وقوة الإيمان ونحاول تضميد الجراح بدلا
من فتح جروح جديدة حتى يصبح .. الشق أكبر من الرقعة ...!!!
إمنح حياتك شكلا مختلفا لأن الروتين يأخذك إلى
أفكارا محصورة بين جروحك وهمومك .. جدد حياتك لكي
تنسى جراحك .
وختاما اتمنى لكل جرح هام على سطح البحر ..
أن يختفي برغم المد والجزر ولكن البحر عميق وارجو أن يبقى
الجرح في أعماق البحار ويطفو الفرح فوق سطح البحر لنا جميعا .
الحياة جميلة فلا تجعل الماضي يلهيك ويمنعك عن مشاهدة جمالها