تعالوا
بنا نتفق اولا ان الدنيا لا تخلوا من الابتلاءات ولا يمكن بحال ان تصفوا
لاحد ... فهي تجمع دائما بين المتناقضات , ففيها الخير وفيها الشر , فيها
الصلاح وفيها الفساد .. فيها السعادة وفيها الشقاء . ثم شاءت حكمة الله ان
يكون الخير الذي لا شر فيه والسعادة التي لا شقاء معها في الجنة وفي الجنة
فقط .. اما في الدنيا فلابد للانسان ان يبتلى ولابد ان يمر بانواع مختلفة
من الابتلاءات .... قال تعالى " انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه
..."
اذا متفقون يا شباب اننا في هذه الحياة لابد ان نبتلى ولا بد ان نمر
بالمصائب وان تمر بنا . ولاشك ايضا ان الهموم والمصائب والابتلاءات شاقة
وصعبة على النفس ولا يستطيع احد ان يجادل في ذلك
لكن هناك امور لو انك تاملتها وتدبرتها يسهل عليك تحمل اي ابتلاء مهما كان شديدا
اولا : ان تعلم ان الابتلاء امر قدره الله عليك قبل خلقك وطالما ان الله
قدره فلابد ان يكون ..... اعرف ان من القراء الان من سيقول وما هو الجديد
في ذلك ..كلنا نعلم ان الابتلاءات من عند الله وبتقدير الله لكنى اريد ان
تتدبر هذه الحقيقة وتتاملها مرة ثانية ... كل الابتلاءات والمحن التي تمر
بها هي امور مقدرة من عند الله وطالما ان الله قدرها فلا بد ان تنزل فاما
ان تتلقاها بالصبر والرضا والتسليم وتنال الثواب من الله واما ان تجزع
وتحزن وتسخط وتقع في سخط الله .. وفي كلا الحالتين البلاء نازل نازل
فايهما تختار ؟؟؟ ان تسلم وترضى وتنال ثواب ام ان تجزع وتقنط وتاخذ سيئات
؟؟؟
قال تعالى " ما اصاب من مصيبة الا باذن الله .. ومن يؤمن بالله يهد قلبه .."
قال تعالى " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي
كتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ
23 لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا
آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد)
الامر الثاني الذي يسهل عليك تحمل اي بلاء
ان تعلم المنح التي في اي بلاء او محنة ... منح؟؟ ... نعم .. اي بلاء في طياته منح قد لا تشعر بها تعالى بنا نتاملها
قال سينا عمر
ما ابتليتُ ببلاء إلا كان لله تعالى عليّ فيه أربع نِعَم:الاولى إذ لم تكن في ديني،
طالما ان المصيبة ليست في دينك فكل المصائب بعد ذلك تهون , لذلك كان من
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم .. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا فاحمد الله
ان الابتلاء والمصيبة ليست في دينك فغيرك مبتلى في دينه
الثانيةوإذ لم تكن أعظم مما كانت،
ما من مبتلى الا وهناك من هو اعظم ابتلاءا منه .. وما من مريض الا وهناك
من هو اشد مرضا منه وما من فقير الا وهناك من هو اكثر فقرا منه .. فانظر
الى من هو اقل منك واحمد الله
الثالثة وإذ لم أُحرم الرضا بتلك المصيبة،
وهي نعمة ان يرزقك الله الرضا والتسليم
الرابعة وأني أرجو الثواب عليها من الله.
تخيل بعد كل هذا فان الابتلاءات تكفر عنك ذنوبك وترفع درجتك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال البلاء بالمؤمن في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة