يذكرك الإحرام بلحظة خروجك من هذه الحياة .. ليس لك منها غير القطن والكفن .. لحظة وأن تترك مالك وأولادك .. تترك بيتك وزوجك.." وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى " .
والعجيب أن كليهما مسبوق بغسل .. ولكن فرق واسع بين أن تغتسل وبين أن يغسلوك .. فتذكر ذلك .ثالثا :
زمزم والحوض
عندما تطأ قدماك مكة مع حرها الشديد .. الكل يذهب مسرعا قاصدا بئر زمزم يتضلع منه .. طعام طعم ودواء سقم..وزمزم لما شربت له .. يذكرك هذا بحوض النبي صلى الله عليه وسلم .. آنيته بعدد نجوم السماء .. أبيض من اللبن وأشهى من العسل .. من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا ً .. فاللهم اسقنا شربة من يد حبيبك لا نظمأ بعدها أبدا ً.
واحذر:
يقول ( صلى الله عليه وسلم ):
"أنا فرطكم على الحوض..إلا إنه ليزادن رجال عن حوضي.. فأنادي وأقول إنهم من أمتي.. فترد الملائكة علي: لقد أحدثوا بعدك..فأقول: سحقا ً سحقا ً".
رابعا : عرفة والحشر..شبه كبير
في عرفة الحجيج.. كل الحجيج.. أبيضهم وأسودهم.. شرقيهم وغربيهم.. كبيرهم وصغيرهم.. ذكرهم وأنثاهم.. قويهم وضعيفهم.. غنيهم وفقيرهم.
الكل بلباس واحد في صعيد واحد بنداء واحد لرب واحد " لبيك اللهم لبيك " .. الكل شعاره " بل عبد يا مولاي "
وكذلك يوم الحشر:
ويجمع الخلق ليوم الفصل جميعهم علويهم والسفل
في موقف يجل فيه الخطب ويعظم الهول به والكرب
وأحضروا للعرض والحساب وانقطعت علائق الأنساب
وارتكمت سحائب الأهوال وانعجم البليغ في المقال
وعنت الوجوه للقيوم واقتص من ذي الظلم للمظلوم
وساوت الملوك للأجناد وجيء بالكتاب والأشهاد
وابتليت هنالك السرائر وانكشف المخفي في الضمائر
وشهدت الأعضاء والجوارح وبدت السوءات والفضائح
والحجيج بعد الحج فريقان.. حاج حجه مبرور وذنبه مغفور .. وهو عند الله مأجور.
وآخر.. قيل له لا لبيك ولا سعديك.. أنت مأزور .. غير مأجور.. وحجك غير مقبول.
والناس يوم الحشر كذلك: ونشرت صحائف الأعمال تؤخذ باليمين والشمال
طوبى لمن يأخذ باليمين كتابه بشرى بحور عين
والويل للآخذ بالشمال وراء ظهر للجحيم صال
والشيطان ما رؤي في يوم أذل ولا أدحر من يوم عرفة.. وكذلك يوم الحشر ينادي بالويل والثبور.. واااااااا ثبوراه